منتدى اسلامى


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى اسلامى
منتدى اسلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
br>
التغذية في القرآن الكريم Moz-screenshotالتغذية في القرآن الكريم Moz-screenshot-1التغذية في القرآن الكريم Moz-screenshot-2


التغذية في القرآن الكريم

اذهب الى الأسفل

التغذية في القرآن الكريم Empty التغذية في القرآن الكريم

مُساهمة  salahsaady الإثنين يناير 17, 2022 3:07 pm

الطعام نعمة من نعم الله تعالى على الإنسان، والتلذّذ بالطعام نعمة أُخرى، حيث يوجد في الإنسان ميل وغريزة للطعام، ولذة التمتع بأكل الطعام تنبه العصارات الهاضمة، فتنشط.
وليس الهدف من الطعام التلذذ، بل جعلت اللذة غاية لهدف أسمى وهو نمو الإنسان والحفاظ على مسيرته الحياتية، أما مجرد اللذة، فقد يتصور ذلك عند الحيوان، ولذلك وصف الله سبحانه وتعالى الكافرين بقوله تعالى:
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ}([12])
فشبَّه الله تعالى أكل الكفار بأكل الأنعام، فماذا نستفيد من هذا التشبيه؟ نستفيد منه أُموراً كثيرة وقبل بيانها لا بدَّ أن نعرف معنى الأنعام.
فالأنعام: جمع نَعَمٌ «وهي المال الراعية، قال ابن سيده: النَّعَمُ: الإبل والشاءُ.. وقال ابن الاعرابي: النَّعَمُ: الإبل خاصة، والأنعام: الإبلُ والبقر والغنم» لسان العرب مادة نعم، والظاهر أن معنى الأنعام يقصد بها الإبل والبقر والغنم بدليل قولـه تعالى:
{وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ}([13])
والناس يأخذون الحليب من هذه الثلاثة.
وبعد أن عرفنا معنى الأنعام والمراد بها، إذن ما هي صفاتها في الأكل؟ لا شكّ أن هذه الأنعام تأكل لأجل اللذة في الأكل، لأجل السمنة، لأجل الحليب، لأجل لحومها، ولا غاية سامية وراء ذلك، وهي لا شك تكثر من الأكل، فالآية الكريمة عندما شبهت أكل الكفار بأكل الأنعام، فأبرز صفة بالأنعام في الأكل هي كثرة الأكل، والتلذذ به، والنتيجة الطبيعية وراء ذلك هي السمنة.
والآية لا تريد من المؤمنين أن يتصفوا بهذه الصفات، أي لا تريد منهم كثرة الأكل، ولا أن تكون النتيجة السمنة «المرض الخطير» وهي أشهر أمراض العصر، والتي يترتب عليها أمراض كثيرة وخطيرة، والدليل على أنّ الله تعالى لا يرضى للمؤمنين ذلك قولـه تعالى:
{خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}([14])
والاسراف الكثرة في كل شيء، وهنا نهي عن الكثرة في الأكل ونهي عن الكثرة في الشرب، وأنّ الله تعالى لا يحب المسرفين في الأكل والشرب، فماذا يترتب على الإسراف من الناحية الصحية؟
للإجابة على هذا السؤال لا بدّ من بيان حاجة الجسم من الغذاء، فالجسم يحتاج لكل كيلو غرام واحد من وزنه، سعرة حرارية واحدة «كالوري» في الساعة الواحدة، والسعرة الحرارية هي: الطاقة اللازمة لرفع درجة حرارة كيلو غرام واحد من الماء درجة مئوية واحدة، وهي وحدة قياسية تقاس بها كمية الطاقة الحرارية التي يحررها الغذاء عند احتراقه في الجسم.
قياس السعرات
وكيفية قياس السعرات الحرارية التي يحررها الغذاء تتم بطريقتين:
1- التحليل: ويحلل فيها الطعام كيمياوياً، وتحسب الطاقة بحسب محتوياته.
2- الطريقة المسماة Bomb Caloreter ، وتستعمل هذه الطريقة في قياس الحرارة الكامنة في الغذاء وذلك بجهاز خاص مكون من اسطوانة توضع فيها المواد الغذائية الموزونة، والمزودة بالاوكسجين، وتحيط بهذه الاسطوانة أُخرى أكبر وتحتوي على الماء، وتحرق المواد الغذائية بواسطة تيار كهربائي فترتفع درجة حرارة الماء، ومقدار حرارة الماء المرتفعة هي كمية الطاقة التي تحتويها الأغذية.
وهذا يعني أنّ الجسم الذي وزنه «60» كغم يحتاج لأجل النمو الطبيعي والفاعليات الداخلية إلى 60× 24= 1440 سعرة حرارية في اليوم، فإذا ما تحرك الجسم وقام بأعمال أُخرى من مشي وقيام وقعود ورفع أثقال، فحينئذ تتزايد حاجة الجسم للسعرات الحرارية، يعني تزداد حاجته للغذاء حتّى تصل ما يقارب «4800» وحدة حرارية في اليوم، حسب الجهد المبذول، ومساحة الجسم السطحية ووزنه، والعمر والجنس، والموسم والمناخ، كل هذه العوامل تؤثر في حاجة الجسم للغذاء.

حاجة الجسم من الغذاء
وعناصر الغذاء التي يتكون منها هي: البروتينات، والكاربوهيدرات، والدهنيات، والفيتامينات، والمعادن، والماء.
والفرد المتوسط البالغ يحتاج إلى حوالي غرام واحد لكل كيلو غرام من وزنه في اليوم الواحد، وتتزايد الحاجة تبعاً للعوامل السابقة، والغرام الواحد من البروتين يعطي أربع سعرات حرارية، فيأخذ الجسم حاجته من البروتين، الذي يشترك في تركيب الخلية الحيوانية، والزائد يطرحه الجسم على شكل فضلات، أمّا الكاربوهيدرات، فيحرر كل غرام منها «1، 4» سعرة حرارية، والجسم يأخذ حاجته من الكاربوهيدرات والزائد يخزن بعد تحويله إلى شحوم في أنحاء الجسم المختلفة وتحت الجلد، والزيادة في تناول هذه المواد تسبب، السمنة المفرطة التي تؤثر على الصحة وتساعد على الاصابة بأمراض مختلفة.
أمّا الدهنيات، فيحرر الغرام الواحد منها «3، 9» سعرة حرارية، فيأخذ الجسم حاجته منها، والباقي يخزن تحت الجلد على شكل شحوم مسببة السمنة أيضاً.
أمّا الفيتامينات وهي مركبات عضوية لا حياة فيها، تصنع من قبل الاحياء «نباتات وحيوانات» وتقوم ببناء الأنسجة وتزود الطاقة ويسبب فقدانها في الجسم أمراضاً كثيرة.
ويحتاج الجسم المعادن مثل الكالسيوم والفسفور والحديد والنحاس واليود وهذه المعادن تلعب دوراً مهماً في حياة الإنسان وصحته وخاصة المنغنيز والكبريت والفلور والخارصين والبوتاسيوم والصوديوم، ويستخدمها الجسم لبناء الأنسجة وفي تركيب الدم. وتنظم المعادن أفعال الجسم الحيوية كتقلّص وانبساط العضلات وعمل الجهاز العصبي، وعملية الضغط التنافذي بين الخلايا.
أمّا الماء فهو من العناصر الغذائية الضرورية للجسم فهو يقوم بتنظيم الأفعال الحيوية في الجسم وتكون نسبته من 65-75% من الجسم وتتوقف حاجة الجسم إلى الماء على الطقس، ففي المناطق الحارة تزداد الحاجة للماء، ويفرز الجسم منه يومياً كميات كبيرة بواسطة الكلى والرئة والأمعاء والجلد وتترواح هذه النسبة من 2000- 3000 غرام يومياً ولذا يحتاج إلى سد هذا النقص بما يتناولـه من المشروبات والأطعمة.

القرآن والسنّة ينظمان التغذية
وبعد أن ألقينا نظرة سريعة على حاجة الجسم من الغذاء، فلا بدّ أن نعلم أنّ كل زيادة في تناول الغذاء تؤدي بالنتيجة إلى السمنة التي تساعد على الاصابة بأمراض كثيرة، ولذلك نهى القرآن الكريم عن الكثرة في تناول المأكولات والمشروبات بقولـه تعالى:
{...وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا}([15])
فمقدمة الآية أمر بتناول الطعام والشراب لأنّه ضروري لاستمرارية الحياة، إلاّ أنّه عقب هذا الأمر ينهى عن الاسراف في تناول الطعام والشراب، ففي الآية أمر ونهي وكل من هذا الأمر والنهي ضروري لاستمرارية الحياة بشكل صحي سليم بعيداً عن نقص التغذية وبعيداً عن السمنة المفرطة وأمراضها.
فانظر إلى هذا الايجاز البليغ وانظر إلى هذه الفوائد العظيمة المترتبة على هذا الإيجاز، واذا علمنا ما يترتب على الاسراف من تناول الطعام والشراب، اتضح لنا لِمَ شبّهت الآية الكريمة أكل الكفار بأكل الأنعام، وما يترتب على ذلك من الأضرار، وأيضاً صورة تشبيهية تنفّر المؤمن من التشبه بالكفار والحيوانات، وتنفره من الاكثار من تناول الأطعمة والاشربة.
وجاءت السنة المطهرة في أحاديث الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته (عليهم السلام) مفسّرة وشارحة لمضامين الآية الكريمة ومبيّنة الفوائد البدنية والنفسية التي يجتنيها الإنسان من الاعتدال في تناول الطعام والشراب.
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «ما ملأ ابن آدم وعاءً شرّاً من بطنه، حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، وإن كان لا بدّ فاعلاً، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه» (تنفسه).
وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «لا تميتوا القلوب بكثرة الطعام والشراب فإنّ القلب كالزرع يموت إذا كثر عليه الماء» وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «أفضلكم منزلة عند الله أطولكم جوعاً وتفكراً، وأبغضكم إلى الله تعالى كل نؤوم أكول شروب».
وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «إنّ أبغض الناس إلى الله المتخوم الملآن».
وقال الإمام جعفر الصادق (عليه السّلام): «إنّ البطن ليطغى من أكلة وأقرب ما يكون العبد من الله إذا خفّ بطنه، وأبغض ما يكون العبد إلى الله إذا امتلأ بطنه».
وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «ليس لابن آدم بدٌّ من أكلة يقيم بها صلبه، فإذا أكل أحدكم طعاماً، ليجعل ثلث بطنه للطعام، وثلث بطنه للشراب، وثلثه للنفس، ولا تسمنوا تسمن الخنازير للذبح».
وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «ما من شيء أضرّ لقلب المؤمن من كثرة الأكل».
وبالنظر لهذه الأحاديث الشريفة التي تبيّن أن المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء، توضح أنّ أخذ حاجة الجسم من الطعام، والامتناع عن الزيادة، توجب صحة البدن ودفع الأمراض، والكسل والنوم، والاعتدال في الأكل والشرب يوجب صفاء القلب ورقته، وتذكُّر جوع الفقراء، والانكسار المانع من الطغيان وكسر الشهوات، والابتهاج بذكر الله تعالى.

salahsaady
Admin

المساهمات : 450
تاريخ التسجيل : 17/04/2012

https://islamey.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى